ما هو السؤال الذي تخشى أن يسألك إيّاه الإمام المهدي ؟
كلّنا ندَّعي أنَّنا نُحِبُّ الإمام، وكلّنا ندَّعي أنَّنا نُحِبُّ لقياه اليوم قبل غد، ولكن، تصوَّروا معي الآن:
لو تحقَّق الحلم، والتقيت أنا أو أنت به، فما هو السؤال الذي تخشىٰ أن يسألك إيّاه؟
ماذا أقول لو سألني الإمام: لماذا لم تُقدِّم أكثر ممَّا أنت عليه الآن؟
فحتى لو كنت تسير في الطريق الإيجابي، لكن ألَا يمكنك أن تُقدِّم أكثر حتَّىٰ تملأ مساحات أكثر؟
قد يأمرني الإمام بشـيء ما، قد يأمرني بأن أدخل معركة، قد يأمرني بالتخلّي عن أبي أو ابني لانه علىٰ الطريق المنحرف، قد يأمرني بتسليم كل ما أملك له من دون مقابل، هل سأستطيع أن أُسلِّم له أمره، وأرضىٰ بقلبي قبل لساني؟
هل سأكون مثل عبد الله بن أبي يعفور، الذي وصل به التسليم لأمر المعصوم إلىٰ أن قال لأبي عبد الله: والله لو فلقت رمّانة بنصفين، فقلت: هذا حرام وهذا حلال، لشهدت أنَّ الذي قلت: حلال، حلالٌ، وأنَّ الذي قلت: حرام، حرامٌ، فقال له الإمام: «رحمك الله، رحمك الله»؟
ماذا لو سألني الإمام: ما هو دورك في المجتمع فيما يتعلَّق بالتمهيد لظهوري؟ عندها، سأنتبه إلىٰ نفسـي، وهل كنت شمعة تضـيء الدرب للمنتظرين، أم كنت حجر عثرة في طريق التمهيد؟!
ماذا لو كنت أُظهِر الورع والتقوىٰ في العلن وأمام الناس، ولكني إذا خلوتُ بنفسـي عصيت وما ارعويت، فكيف سيكون حالي إذا قال الإمام لي من باب التعريض: (الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ)؟!
ماذا لو كنت ادَّعي التشيّع والحبّ له، ولكنّي جاهل بأحكام الشـريعة، ألَا أتذكَّر حينها قوله: «قد آذانا جهلاء الشيعة وحمقاؤهم، ومن دينه جناح البعوضة أرجح منه»؟
ماذا أقول لو قال لي الإمام كلمة واحدة فقط كلمة واحدة:
لماذا آذيتني؟!
📚 على ضفاف الانتظار